على الرّغم من اعتباره نتيجة الانتخابات الجزئية بدائرة مولاي يعقوب، التي فاز بها حزب الاستقلال، "لا تغيّر شيئا في الخريطة السياسية الحالية"، إلا أنّ عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم حزب الاستقلال، أكّد أنّ هذه النتيجة "توضح أن المغاربة لا يمكن خِداعهم لوقت طويل، وتحمل دلالات سياسية واضحة عبارة عن رسائل إلى رئيس الحكومة، ومن ورائه حزب العدالة والتنمية، مفادها أن الشعب المغربي يعاقب تجربة بنكيران في رئاسة الحكومة".
ومضى بنحمزة يقول، في تصريح لهسبريس، "إنّ الشعب المغربي وقفَ على حقيقة أنه تمّ خداعه بالكثير من الشعارات والوعود التي أثبتت التجربة أنها وعود كاذبة ولا تصدر عن بِنية تحظى بالمصداقية، لذلك فإن نتيجة انتخابات مولاي يعقوب هي تعبير عن تنامي سخط المواطنين على حكومة فاشلة يقودها رئيس حكومة يلزمه سنوات لكي يتعلم المبادئ الأولى للتدبير والتسيير".
وفيما كان حزب العدالة والتنمية يتشكي من كون الحملة الانتخابية التي سبقت التنافس على الظفر بمقعد مولاي يعقوب، شابتها خروقات، قال عادل بنحمزة، إنّ مصدر هذه الخروقات هو حزب العدالة والتنمية نفسه، الذي وظّف، على حدّ تعبيره وزارة التجهيز، "التي سارعت مباشرة بعد إعلان بطلان انتخاب مرشح حزب العدالة من قبل المجلس الدستوري، إلى الدفع بعدد من الآليات والشركات في مختلف أنحاء إقليم مولاي يعقوب، وذلك بهدف التأثير على الناخبين والتحكم في اختياراتهم"، وهو ما اعتبره "سلوكا خطيرا جدا يمكن أن يؤثر على نتائج الاستحقاقات الانتخابية القادمة".
واستطرد قائلا "هذه الانتخابات الجزئية كانت فرصة لكشف انعدام الحد الأدنى من النزاهة السياسية لدى حزب العدالة والتنمية، لكن ساكنة مولاي يعقوب كانت في الموعد وفوتت على تجار الانتخابات بوسائل الدولة ، فرصة سرقة المقعد من جديد".
وعلاقة بالاستحقاقات الانتخابية القادمة، خصوصا الانتخابات الجماعية، التي لم تحدّد لها الحكومة موعدا بعد، قال عادل بنحمزة، إنّ رئيس الحكومة "يتهرب من فتح نقاش وطني حول القوانين المؤطرة للانتخابات الجماعية، وخاصة الجهوية الموسعة التي أصبحت لها مكانة خاصة في الدستور المغربي".
وأضاف أنه يستحيل الذهاب إلى انتخابات جماعية دون الحسم في شكل الجهوية التي ستعرفها بلادنا، "وهذا التعثر الحكومي ما هو إلا واجهة من للفشل الذريع الذي يَسِم عمل هذه الحكومة التي ضاعفت المديونية الخارجية للبلاد وتقامر بالسلم الاجتماعي وفق رؤية محاسباتية ساذجة أثبتت كل التقارير الدولية أنها بدون أفق"، على حدّ تعبيره.